فصل: المجلد الثالث

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


المجلد الثالث

 كتاب الجنائز

  باب في المعافى الشاكر والمبتلى الصابر

3727- عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى إنساناً به بلاء فقال‏:‏

‏"‏لعلك سألت ربك يعجل إليك البلاء‏؟‏‏"‏، قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فهلا سألت ربك العافية وقلت‏:‏ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن زكريا الغلابي ضعفه الدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات وقال‏:‏ يعتبر به إذا روى عن ثقة‏.‏

3728- وعن أبي مسعود الأنصاري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لله عز وجل عباداً يحييهم في عافية ويميتهم في عافية ويدخلهم الجنة في عافية‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن البراء بن النضر وهو ضعيف جداً‏.‏

3729- وعن أبي الدرداء قال‏:‏

ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم العافية وما أعد الله لصاحبها من جزيل الثواب إذا هو شكر وذكر البلاء وما أعد الله لصاحبه من جزيل الثواب إذا هو صبر‏.‏

فقال أبو الدرداء‏:‏ يا رسول الله لئن أعافى فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ورسول الله يحب معك العافية‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والصغير وفيه إبراهيم بن البراء بن النضر وهو ضعيف‏.‏

  باب فيمن يبتلى

3730- عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل ليقول للملائكة‏:‏ انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء، فيحمد الله فيرجعون فيقولون‏:‏ يا ربنا صببنا عليه البلاء صباً كما أمرتنا فيقول‏:‏ ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف‏.‏

3731- وبسنده عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنه ما يخرج كالذهب الإبريز فذاك حماه الله من الشبهات، ومنه ما يخرج دون ذلك فذلك الذي يشك بعض الشك، ومنه ما يخرج كالذهب الأسود فذاك الذي افتتن‏"‏‏.‏

3732- وبسنده أيضاً قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن المسلم إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته فيقول‏:‏ أيا ملائكتي أنا قيدت عبدي بقيد من قيودي فإن قبضته أغفر له وإن عافيته فجسده مغفور له لا ذنب له‏"‏‏.‏

3733- وعن أبي عنبة الخولاني قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا أراد الله بعبد خيراً ابتلاه، وإذا ابتلاه أضناه‏"‏، قال‏:‏ يا رسول الله وما أضناه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا يترك له أهلاً ولا مالاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وفيه إبراهيم بن محمد شيخ الطبراني، ضعفه الذهبي ولم يذكر سبباً، وبقية رجاله موثقون‏.‏

3734- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن رقاع وهو منكر الحديث‏.‏

3735- وعن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي حديث في البيوع إن شاء الله وفيه‏:‏ أن من الذنوب ذنوباً لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة‏.‏

3736- وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

3737- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا أحب الله قوماً ابتلاهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

  باب شدة البلاء

3738- عن عائشة قالت‏:‏ كان عرق الكلية - وهي الخاصرة - تأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً ما يستطيع أن يخرج إلى الناس ولقد رأيته يكرب حتى آخذ بيده فأتفل فيها بالقرآن ثم أكبها على وجهه ألتمس بذلك بركة القرآن وبركة يده فأقول‏:‏ يا رسول الله إنك مجاب الدعوة فادع الله يفرج عنك ما أنت فيه‏؟‏ فيقول‏:‏

‏"‏يا عائشة أنا أشد الناس بلاء‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات‏.‏

3739- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة‏:‏ لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عنه خطيئة ورفعت ‏[‏له‏]‏ بها درجة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

3740- وعن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة أنها قالت‏:‏ أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه مما يجده من حر الحمى فقلنا‏:‏ يا رسول الله لو دعوت الله فشفاك‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه، وقال فيه‏:‏ ‏"‏إنا معاشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء‏"‏‏.‏ وإسناد أحمد حسن‏.‏

  باب بلوغ الدرجات بالابتلاء

3741- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمله فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغها‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفي رواية له‏:‏ ‏"‏يكون له عند الله المنزلة الرفيعة‏"‏، ورجاله ثقات‏.‏

3742- وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده في ماله أو ولده ثم صبّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى وأحمد وفيه قصة‏.‏ ومحمد بن خالد وأبوه‏:‏ لم أعرفهما والله أعلم‏.‏

3743- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تزال البلايا بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله وما عليه خطيئة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام‏.‏

3744- وعن مسلم مولى الزبير قال‏:‏ دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي

فاطمة الضمري فحدثني عن أبيه عن جده قال‏:‏ كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا فقال‏:‏

‏"‏من يحب أن يصح فلا يسقم‏؟‏‏"‏ فابتدرنا‏.‏ فقلنا‏:‏ نحن يا رسول الله‏.‏ فعرفناها في وجهه فقال‏:‏ ‏"‏أتحبون أن تكونوا كالحمير الضالة‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ لا يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ألا تحبون أن تكونوا أصحاب كفارات‏؟‏ والذي نفس أبي القاسم بيده إن الله يبتلي المؤمن بالبلاء وما يبتليه به إلا لكرامته عليه، إن الله تعالى قد أنزله منزلة لم يبلغها بشيء من عمله فيبتليه من البلاء ما يبلغه تلك الدرجة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف، إلا إن ابن عدي قال‏:‏ وهو مع ضعفه يكتب حديثه‏.‏

  باب مثل المؤمن كمثل السنبلة

3745- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏مثل المؤمن كمثل السنبلة تستقيم مرة وتخر مرة، ومثل الكافر كمثل الأرزة لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏ رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

3746- وعن أبي بن كعب أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال‏:‏

‏"‏متى عهدك بأم ملدم وهو حر بين الجلد واللحم‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ إن ذلك لوجع ما أصابني قط‏!‏‏!‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرة وتصفر أخرى‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه من لم يسم‏.‏

3747- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المؤمن مثل السنبلة يميل أحياناً ويقوم أحياناً‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه فهد بن حبان وهو ضعيف، ورواه البزار وفيه عبيد الله بن سلم صاحب السابري ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

3748- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المؤمن كمثل ريشة بفلاة تقلبها الريح وتقلها أخرى‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وثقه الدارقطني وغيره، وقال ابن عدي‏:‏ رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه‏.‏

3749- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المؤمن كالخامة من الزرع يضعفها الأرواح حتى يهب لها ريح فيصرعها‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا قوله‏:‏ ‏"‏حتى يهب لها ريح فيصرعها‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس‏.‏

3750- وعن عمار بن ياسر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المؤمن مثل السنبلة يميل أحياناً ويقوم أحياناً، ومثل الكافر كمثل أرز يخر ولا يشعر به‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه مهلب بن العلاء ولم أجد من ذكره‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي في الأدب إن شاء الله أحاديث نحو هذا والله أعلم‏.‏

  باب فيمن لم يمرض

3751- وعن أنس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله ابنة لي كذا وكذا ذكرت من حسنها وجمالها أتربك بها قال‏:‏

‏"‏قد قبلتها‏"‏ فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تصدع ولم تشتك شيئاً قط‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لا حاجة في ابنتك‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

3752- وعن أبي هريرة قال‏:‏ دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هل أخذتك أم ملدم‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ وما أم ملدم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏حر بين الجلد واللحم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما وجدت هذا قط‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فهل أخذك هذا الصداع‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ وما الصداع‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏عرق يضرب على الإنسان في رأسه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما وجدت هذا قط‏!‏‏!‏ فلما ولى قال‏:‏ ‏"‏من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار، وقال أحمد في رواية‏:‏ مر برسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فأعجبه صحته وجلده فدعاه فذكر نحوه‏.‏ وإسناده حسن‏.‏

3753- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا أنبئكم بأهل الجنة‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏الضعفاء المظلومون‏.‏ ألا أنبئكم بأهل النار‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ بلى يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏كل شديد جعظري هم الذين لا يألمون رؤوسهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه البراء بن يزيد الغنوي قال ابن عدي‏:‏ هو عندي أقرب إلى الصدق‏.‏

قلت‏:‏ وقد ضعفه أحمد وغيره‏.‏

3754- وعن أنس أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏متى عهدك بأم ملدم‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ وما أم ملدم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏حر يكون بين الجلد والعظم يمص الدم ويأكل اللحم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما اشتكيت قط‏!‏‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا‏"‏، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أخرجوه عني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن أبي جعفر، قال عمرو بن علي‏:‏ صدوق منكر الحديث، وقال ابن علي‏:‏ صدوق وهو ممن لم يتعمد الكذب وله أحاديث صالحة‏.‏

  باب ما اختلج عرق إلا بذنب

3755- عن البراء بن عازب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب، وما يغفر الله أكثر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه الصلت بن بهرام وهو ثقة إلا أنه كان مرجئاً‏.‏

  باب إظهار المريض مرضه

3756- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏قال الله عز وجل‏:‏ إذا اشتكى عبدي فأظهر المرض من قبل ثلاث فقد شكاني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري وهو متروك‏.‏

  باب تضرع المريض

3757- عن عمرو بن مرة قال‏:‏ إن مما أنزل الله عز وجل‏:‏ إن الله ليبتلي العبد وهو يحب يسمع تضرعه‏.‏

3758- وعن أبي وائل عن ابن مسعود قال مثله‏.‏

رواهما الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الملك قال أبو حاتم‏:‏ ليس بالقوي‏.‏

  باب دعاء المريض

3759- عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروك الحديث‏.‏

 بابان في العيادة

  باب عيادة المريض

3760- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يعاد المريض إلا بعد ثلاث‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه نصر بن حماد وهو متروك، وضعفه جماعة وقال ابن عدي‏:‏ وهو مع ضعفه يكتب حديثه‏.‏

3761- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائباً دعا له وإن كان شاهداً زاره وإن كان مريضاً

عاده ففقد رجلاً من الأنصار في اليوم الثالث فسأل عنه فقيل‏:‏ يا رسول الله تركناه مثل القرع لا يدخل في رأسه شيء إلا خرج من دبره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه‏:‏ ‏"‏

عودوا أخاكم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده وفي القوم أبو بكر وعمر فلما دخلنا عليه إذا هو كما وصف لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كيف تجدك‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ما يدخل في رأسي شيء إلا خرج من دبري‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏ومم ذاك‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ يا رسول الله مررت بك وأنت تصلي المغرب فصليت معك وأنت تقرأ هذه السورة‏:‏ ‏{‏القارعة ما القارعة‏}‏ إلى آخرها ‏{‏نار حامية‏}‏‏.‏ قال‏:‏ فقلت‏:‏ اللهم ما كان من ذنب معذبي عليه في الآخرة فعجل لي عقوبته في الدنيا، فنزل بي ما ترى‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بئس ما قلت، ألا سألت الله أن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه ويقيك عذاب النار‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بذلك ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال‏:‏ فقام كأنما نشط من عقال‏.‏ قال‏:‏ فلما خرجنا قال عمر‏:‏ يا رسول الله حضضتنا آنفاً على عيادة المريض فما لنا في ذلك‏؟‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقويه، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة، وكان المريض في ظل عرشه وكان العائد في ظل قدسه، ويقول الله للملائكة‏:‏ انظروا كم احتسبوا عند المريض العواد‏؟‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ أي رب فواقاً إن كان

احتسبوا فواقاً‏.‏ فيقول الله لملائكته‏:‏ اكتبوا لعبدي عبادة ألف سنة قيام ليلة وصيام نهاره، وأخبروه أني لم أكتب عليه خطيئة واحدة‏.‏ قال‏:‏ ويقول للملائكة‏:‏ انظروا كم احتسبوا‏؟‏ قال‏:‏ يقولون‏:‏ ساعة - إن كان احتسبوا ساعة - فيقول‏:‏ اكتبوا له دهراً والدهر عشرة آلاف سنة إن مات قبل ذلك دخل الجنة، وإن عاش لم يكتب عليه خطيئة واحدة، وإن كان صباحاً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان في خراف الجنة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عباد بن كثير وكان رجلاً صالحاً ولكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته‏.‏

3762- وعن علي بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رفعه قال‏:‏

‏"‏أعظم العبادة أجراً أخفها، والتعزية مرة‏"‏‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ أحسب ابن أبي فديك لم يسمع من علي‏.‏

3763- وعن ابن عباس قال‏:‏ عيادة المريض أول يوم سُنة وبعد ذلك تطوع‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا إنه قال‏:‏ فما زاد فتطوع‏.‏ والبزار إلا أنه قال‏:‏ وما زاد فهي نافلة‏.‏ وفي أحد أسانيده‏:‏ علي بن عروة وهو ضعيف متروك وفي الآخر‏:‏ النضر أبو عمر وحديثه حسن‏.‏

3764- وعن أبي داود قال‏:‏ أتيت أنس بن مالك فقلت‏:‏ يا أبا حمزة إن المكان بعيد، ونحن يعجبنا أن نعودك فرفع رأسه فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أيما رجل يعود مريضاً فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة‏"‏ قال‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله هذا للصحيح الذي يعود المريض، فالمريض ما له‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏تحط عنه ذنوبه‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط وزاد‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‏"‏‏.‏ وأبو داود ضعيف جداً، وفي إسناد الطبراني إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف أيضاً‏.‏

3765- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عائد المريض يخوض في الرحمة‏"‏، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وركه هكذا مقبلاً ومدبراً، ‏"‏فإذا جلس عنده غمرته الرحمة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف‏.‏

3766- وعن كعب بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من عاد مريضاً خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استشفع فيها وقد استشفعتم إن شاء الله في الرحمة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن‏.‏

3767- وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من عاد مريضاً لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

3768- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد المريض جلس عند رأسه‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

3769- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عائد المريض في مخرفة الجنة، فإذا جلس عنده غمرته الرحمة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف ضعفه الأئمة، وقال ابن عدي‏:‏ وهو ممن لا يتعمد الكذب‏.‏

3770- وعن عمرو بن حزم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من عاد مريضاً فلا يزال في الرحمة حتى إذا قعد عنده استشفع فيها وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثقون‏.‏

3771- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من عاد المريض خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده اغتمس فيها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون‏.‏

3772- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من عاد المريض خاض في الرحمة فإذا جلس عنده اغتمس فيها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني فإني لم أعرفه‏.‏

3773- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك

‏"‏من عاد مريضاً خاض في الرحمة، فإذا جلس إليه غمرته الرحمة، فإن عاده من أول النهار استغفر له سبعون ألف ملك حتى ‏[‏يمسي، وإن عاد من آخر النهار استغفر

له سبعون ألف ملك حتى‏]‏ يصبح‏"‏، قيل‏:‏ يا رسول الله هذا للعائد، فما للمريض‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أضعاف هذا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الملك الأنصاري ولم أجد من ذكره‏.‏

3774- وعن رزين بن حبش قال‏:‏ أتينا صفوان بن عسال المرادي فقال‏:‏ إن أزائرين‏؟‏ قلنا‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع، ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف‏.‏

3775- وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الرجل إذا خرج يعود أخاً له مؤمناً خاض في الرحمة إلى حقوته‏"‏، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على ركبته، ثم قال‏:‏ ‏"‏فإذا جلس عنده غمرته الرحمة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف‏.‏

3776- وعن جبير بن مطعم قال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكمده بخرقة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن داب وهو ضعيف‏.‏

3777- وعن جبير بن مطعم قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه‏:‏

‏"‏اذهبوا بنا إلى بني واقف نعود البصير وهو محجوب البصر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن يونس الحمال وهو ضعيف، وأظنه في المسند بلفظ‏:‏ نزور فلذلك ذكرته في البر والصلة‏.‏

3778- وعن أبي هريرة قال‏:‏ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من أصحابه به وجع، وأنا معه فقبض على يده فوضع يده على جبهته وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض وقال‏:‏

‏"‏إن الله قال‏:‏ ناري أسلطها على عبدي المؤمن ليكون حظه من النار في الآخرة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة باختصار‏.‏ وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو ضعيف‏.‏

3779- وعن سلمان قال‏:‏ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فلما أراد أن يخرج قال‏:‏

‏"‏يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وعافاك في دينك وجسدك إلى أجلك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن خالد القرشي وهو ضعيف‏.‏

3780- وعن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول‏:‏

‏"‏بسم الله لا بأس‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله موثقون‏.‏

3781- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده وهو محموم فقال‏:‏

‏"‏كفارة وطهور‏"‏ فقال الأعرابي‏:‏ بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور‏.‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي حديث شرحبيل في باب فيمن صبر على الحمى واحتسب أبين من هذا‏.‏

3782- وعن عبد الله بن عمر وأبي هريرة قالا‏:‏ من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له، ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ، فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة، ومن عاد مريضاً أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك لا يرفع قدماً إلا كتب له حسنة ولا يضع قدماً إلا حطت عنه سيئة ورفع له بها درجة حتى يقعد مقعده فإذا قعد غمرته الرحمة فلا يزال كذلك حتى إذا أقبل حيث ينتهي إلى منزله‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جعفر بن ميسرة الأشجعي وهو ضعيف‏.‏

  باب

3783- عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏عودوا المريض واتبعوا الجنازة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وفيه يزيد بن عياض وهو ضعيف‏.‏

3784- وعن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله عز وجل‏:‏ من عاد مريضاً أو خرج مع جنازة أو خرج غازياً أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام، وبقية رجاله ثقات‏.‏ قلت‏:‏ وله طريق في فضل الجهاد‏.‏

3785- وعن ابن عباس قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ كيف أصبحت‏؟‏ فقال‏:‏

‏"‏بخير من قوم لم يعودوا مريضاً، ولم يشهدوا جنازة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وإسناده حسن‏.‏ قلت‏:‏ ويأتي حديث أبي هريرة في فضل الصوم‏.‏

  باب فيما لا يعاد المريض منه

3786- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ثلاث لا يعاد صاحبهن الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدملة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي الحبشي وهو ضعيف‏.‏

  باب عيادة غير المسلم

3787- عن أنس أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا ابن أخي ادع إلهك الذي تعبد أن يعافيني‏.‏ فقال‏:‏

‏"‏اللهم اشف عمي‏"‏ فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال فقال له‏:‏ يا ابن إن إلهك الذي تعبد ليطيعك قال‏:‏ ‏"‏وأنت يا عم أن أطعت الله ليطيعك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز البكاء وهو ضعيف‏.‏

  باب كفارة سيئات المريض وما له من الأجر

3788- عن عياض بن غطيف قال‏:‏ دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه نعوده من شكوى أصابه وامرأته نحيفة قاعدة عند رأسه قلت‏:‏ كيف بات أبو عبيدة‏؟‏ قالت‏:‏ والله لقد بات بأجر، فقال أبو عبيدة‏:‏ ما بت بأجر وكان مقبلاً بوجهه على الحائط فأقبل على القوم وقال‏:‏ ألا تسألوني عما قلت‏؟‏ قالوا‏:‏ ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه‏!‏‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة، ومن أنفق على نفسه وأهله وعاد مريضاً أو ماز أذى ‏(‏أي نحاه وأزاله‏)‏، فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها، ومن ابتلاه ‏[‏الله‏]‏ في جسده فهو له حطة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه بشار بن أبي سيف ولم أر من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

3789- وعن أبي زرعة البستاني قال‏:‏ خرجت مع أبي ومعنا الناس إلى أبي الدرداء نعوده وكان ببيت ضربن في جداره، مولياً وجهه إلى الحائط ووجدنا امرأته عند رأسه فقال لها القوم‏:‏ كيف بات أبو الدرداء‏؟‏ فقالت‏:‏ بات بأجر، فحرف وجهه إلينا وقال‏:‏ ليس القول ما قالت‏!‏‏!‏ فوجم القوم لذلك فقال‏:‏ ألا تسألوني لم قلت هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ ولم‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏المؤمن إذا مرض لم يؤجر في مرضه ولكن يكفر عنه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير، وفيه حفص بن عمر بن أبي القاسم ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات‏.‏

3790- وعن أبي معمر قال‏:‏ كنا إذا سمعنا من عبد الله بن مسعود شيئاً نكرهه سكتنا حتى يفسره لنا فقال لنا عبد الله ذات يوم‏:‏ إن السقم لا يكتب لصاحبه أجر فساءنا ذلك وكبر علينا قال‏:‏ ولكن الله عز وجل يكفر به الخطايا‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

3791- وعن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله عنه بها خطيئته‏"‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏"‏حط الله عنه من خطاياه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

3792- وعن السائب بن خلاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه رشدين وفيه كلام‏.‏

3793- وعن معاوية قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر عنه من سيئاته‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه قصة، ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

3794- وعن أسد بن كرز أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏المريض تحات خطاياه كما يحات ورق الشجر‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

3795- وعن أبي مالك قال‏:‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة فهزها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله أن يتساقط، ثم قال‏:‏

‏"‏المصيبات والأوجاع أسرع في ذنوب بني آدم مني في هذه الشجرة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف‏.‏

3796- وعن أبي الدرداء قال‏:‏ سمعت رسول الله يقول‏:‏

‏"‏إن الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وإن ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

3797- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يزال المليلة والصداع بالعبد والأمة وإن عليهما من الخطايا مثل أحد فما يدعهما وعليهما مثقال خردلة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

3798- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا بها‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏كفارات‏"‏‏.‏ قال أبي‏:‏ وإن قلّت‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وإن شوكة فما فوقها‏"‏ قال‏:‏ فدعا أبي على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة فما مسه إنسان إلا وجد حرها حتى مات‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح بغير هذا السياق‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

ويأتي حديث أبي بن كعب في الحمى‏.‏

3799- وعن جبير بن مطعم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل يبتلي عبده المؤمن بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان‏.‏

3800- وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

3801- وعن عبد الرحمن بن أزهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه من لا يعرف‏.‏

3802- وعن الحسن قال‏:‏ دخلنا على عمران بن حصين في مرضه الشديد الذي أصابه فقال‏:‏ إني لأرثي لك مما أرى‏!‏‏!‏ قال‏:‏ يا ابن أخي لا تفعل فوالله إن أحبه إلى أخيه إلى الله عز وجل وقد قال‏:‏ ‏{‏ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير‏}‏ فهذا ما كسبت يداي ثم يأتيني عفو ربي بعد فيما بقي‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

3803- وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من عبد تضرع من مرض إلا بعثه الله منه طاهراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

3804- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا اشتكى المؤمن أخلصه ‏[‏ذلك‏]‏ من الذنوب كما يخلص الكير خبث الحديد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أني لم أعرف شيخ الطبراني‏.‏

3805- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

3806- وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من امرئ مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلا جعله الله كفارة لما مضى من ذنوبه‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف‏.‏

3807- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المريض إذا برأ وصح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في صفائها ولونها‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الوليد بن محمد الموقري وهو ضعيف‏.‏

  باب ما يجري على المريض

3808- عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة‏:‏ يا ربنا عبدك حبسته‏؟‏ فيقول الرب عز وجل‏:‏ اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام‏.‏

3809- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه فقال‏:‏ اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

3810- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به‏:‏ اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً حتى أطلقه أو أكفته إلي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

3811- وعن أبي الأشعث الصنعاني‏:‏ أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر

الرواح فلقي شداد بن أوس ‏[‏الأنصاري‏]‏ والصنابحي معه فقلت‏:‏ أين تريدان يرحمكما الله‏؟‏ فقالا‏:‏ نريد ههنا إلى أخ لنا مريض من مصر نعوده، فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له‏:‏ كيف أصبحت‏؟‏ فقال‏:‏ أصبحت بنعمة‏.‏ فقال له شداد‏:‏ أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله يقول‏:‏ إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني على ما ابتليته فاجروا له كما كنتم تجروه له وهو صحيح‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين‏.‏

3812- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك

‏"‏إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز وجل للملك‏:‏ اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وأحمد ورجاله ثقات‏.‏

3813- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من عبد يمرض إلا أمر الله حافظه أن ما عمل من سيئة فلا يكتبها وما عمل من حسنة أن يكتبها عشر حسنات، وأن يكتب له من العمل الصالح كما كان يعمل وهو صحيح وإن لم يعمل‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو ضعيف‏.‏

3814- وعن عتبة بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عجبٌ للمؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ما له في السقم أحب أن يكون سقيماً الدهر‏"‏، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فضحك فقيل‏:‏

يا رسول الله‏:‏ مم رفعت إلى السماء فضحكت‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏عجبت من ملكين كانا يلتمسان عبداً في مصلى كان فيه ولم يجداه فرجعا فقالا‏:‏ يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله الذي كان يعمل فوجدناه قد حبسته في حبالك، قال الله تبارك وتعالى‏:‏ اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئاً وعلي أجره ما حبسته وله أجر ما كان يعمل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار باختصار وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف جداً‏.‏

  باب جزيل ثواب المرض

3815- عن عائشة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما من مسلم يشاك بشوكة إلا كتب الله له عشر حسنات وكفر عنه عشر سيئات ورفع له بها عشر درجات‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه روح بن مسافر وهو ضعيف‏.‏

3816- وعنها قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط الله عنه خطيئة وكتب له حسنة ورفع له درجة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

3817- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يؤتى بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب، ثم يؤتى بالمتصدق فينصب للحساب، ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينصب لهم ديوان فيصب عليهم الأجر صباً حتى إن أهل العافية ليتمنون أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه مجاعة بن الزبير وثقه أحمد وضعفه الدارقطني‏.‏

3818- وعن الأصبغ بن نباتة قال‏:‏ دخلت مع علي بن أبي طالب إلى الحسن نعوده فقال له‏:‏ كيف أصبحت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ أصبحت بحمد الله بارئاً‏.‏ قال‏:‏ كذلك إن شاء الله‏.‏ ثم قال الحسن‏:‏ اسندوني‏.‏ فأسنده علي إلى صدره فقال‏:‏ سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صباً وقرأ‏:‏ ‏{‏إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‏}‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه سعد بن طريف وهو ضعيف جداً‏.‏

3819- وعن ابن مسعود قال‏:‏ يود أهل البلاء يوم القيامة حين يعاينون الثواب لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات‏.‏

  باب في الحمى

3820- عن أبي بن كعب أنه قال‏:‏ يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ما جزاء الحمى‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏تجرى الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق‏"‏‏.‏ قال أبي‏:‏ اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجاً في سبيلك ولا خروجاً إلى بيتك ولا مسجد نبيك، قال‏:‏ فلم يمس إلي قط إلا وبه حمى‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن

أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين، قلت‏:‏ ذكرهما ابن حبان في الثقات‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث أبي سعيد قبل هذا ببابين‏.‏

3821- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه أبو حصين الفلسطيني ولم أر له راوياً غير محمد بن مطرف‏.‏

3822- وعن جابر قال‏:‏ استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏من هذه‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ أم ملدم‏.‏ فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا إليه فقال‏:‏

‏"‏ما شئتم‏؟‏ إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم أن تكون لكم طهوراً‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ وتفعل يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فدعها‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

3823- وعن أم طارق مولاة سعد قالت‏:‏ جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاستأذن فسكت سعد ثم استأذن فسكت سعد ثم أعاد فسكت سعد فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ فأرسلني إليه سعد أنه لم يمنعنا أن نأذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا قالت‏:‏ فسمعت صوتاً على الباب يستأذن ولا أرى شيئاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أنت‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ ‏"‏أم ملدم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏لا مرحباً ولا أهلاً أتذهبين إلى أهل قباء‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاذهبي إليهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

3824- وعن سلمان قال‏:‏ استأذنت الحمّى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها‏:‏

‏"‏من أنت‏؟‏‏"‏ فقالت‏:‏ أنا الحمى أبري اللحم وأمص الدم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏اذهبي إلى أهل قباء‏"‏ فأتتهم فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اصفرت وجوههم فشكوا الحمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما شئتم‏؟‏ إن شئتم دعوت الله فدفعها عنكم وإن شئتم تركتموهما وأسقطت بقية ذنوبكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ بلى فدعها يا رسول الله‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن لاحق وثقه النسائي وضعفه أحمد وابن حبان‏.‏

3825- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الحمى حظ كل مؤمن من النار‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

3826- وعن عائشة قالت‏:‏ فقد النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً كان يجالسه فقال‏:‏ ‏"‏ما لي فقدت فلاناً‏؟‏‏"‏ فقالوا‏:‏ اغتبط، وكانوا يسمون الوعك الاغتباط‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏قوموا حتى نعوده‏"‏، فلما دخل عليه بكى الغلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تبك فإن جبريل أخبرني أن الحمى حظ أمتي من جهنم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي‏.‏

3827- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحمى حظ أمتي من جهنم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن ميمون ضعفه أحمد وجماعة وقال الفلاس‏:‏ صدوق كثير الخطأ والوهم متروك الحديث‏.‏

3828- وعن أبي ريحانة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام ووثقه جماعة‏.‏

3829- وعن شيث بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أم ملدم تأكل اللحم وتشرب الدم بردها وحرها من جهنم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس‏.‏

3830- وعن عبد ربه بن سعيد بن قيس عن عمته قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أم ملدم تُخرج خبث ابن آدم كما يخرج الكير خبث الحديد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف‏.‏

3831- وعن فاطمة الخزاعية قالت‏:‏ عاد النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من الأنصار وهي وجعة فقال لها‏:‏

‏"‏كيف تجدينك‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اصبري فإنها تذهب خبث ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث في الحمى في الطب إن شاء الله‏.‏

3832- وعن رافع بن خديج قال‏:‏ قال نعيمان‏:‏ يا رسول الله بي وعك شديد من الحمى‏!‏‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وأين أنت يا نعيمان من مهيعة‏"‏‏.‏ وكانت أرض وبيئة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو مدلس‏.‏

  باب فيمن صبر على الحمى واحتسب

3833- عن شرحبيل قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي طويل ينتفض فقال‏:‏ يا رسول الله شيخ كبير به حمى تفور تزيره القبور‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏شيخ كبير به حمى تفور هي له كفارة وطهور‏"‏‏.‏ فأعادها فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أما إذا أبيت فهو كما تقول وما قضى الله فهو كائن‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فما أمسى من الغد إلا ميتاً‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه‏.‏

  باب فيمن كان به لمم فصبر عليه

3834- عن أبي هريرة قال‏:‏ جاءت امرأة بها لمم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله ادع لي‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏إن شئت دعوت الله فشفاك، وإن شئت صبرت ولا حساب عليك‏؟‏‏"‏، قالت‏:‏ بلى أصبر ولا حساب علي‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

3835- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فجاءت امرأة من الأنصار فقالت‏:‏ يا رسول الله إن هذا الخبيت ‏(‏الفاسد‏)‏ غلبني غلبني فقال لها‏:‏

‏"‏إن تصبري على ما أنت عليه تجيئين يوم القيامة ليس عليك ذنب ولا حساب‏"‏، قالت‏:‏ والذي بعثك بالحق لأصبرن حتى ألقى الله، قالت‏:‏ إني أخاف الخبيت أن يحردني، فدعا لها فكانت إذا أحست أن يأتيها تأتي أستار الكعبة تتعلق بها فتقول‏:‏ اخسأ فيذهب عنها‏.‏

قلت‏:‏ لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا وفي الصحيح طرف من هذا‏.‏

رواه البزار وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف‏.‏

  باب فيمن ذهب بصره

3836- عن أنس بن مالك قال‏:‏ دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم نعود زيد بن أرقم وهو يشتكي عينيه فقال له‏:‏ ‏"‏يا زيد لو كان بصرك لما به ‏[‏كيف تصنع‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ إذاً أصبر وأحتسب‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏إن كان بصرك لما به، ثم‏]‏ صبرت واحتسبت لتلقين الله عز وجل ليس عليك ذنب‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ لأنس حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه أحمد وفيه الجعفي وفيه كلام كثير، وقد وثقه الثوري وشعبة‏.‏

3837- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقول الله عز وجل‏:‏ يا ابن آدم إذا أخذت كريمتك فصبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثواباً دون الجنة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة باختصار‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام‏.‏

3838- وعن عائشة بنت قدامة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار‏"‏‏.‏ قال يونس‏:‏ يعني عينيه‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبي ضعفه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات‏.‏

3839- وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يقول الله‏:‏ إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أبي يعلى ثقات‏.‏

3840- وعن بريدة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لن يبتلى عبد بشيء أشد عليه من الشرك بالله ولن يُبتلى عبد بشيء أشد من ذهاب بصره، ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق‏.‏

3841- وعن زيد بن أرقم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشد من بصره، ومن ابتلي ببصره فصبر حتى يلقى الله لقي الله تبارك وتعالى ولا حساب عليه‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق‏.‏

3842- وعن العرباض بن سارية قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه‏:‏

‏"‏إذا أخذت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثواباً دون الجنة‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف‏.‏

3843- وعن جرير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال الله‏:‏ من سلبت كريمتيه عوضته منهما الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حصين بن عمر ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي‏.‏

3844- وعن أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به فقال‏:‏

‏"‏ليس عليك من مرضك هذا بأس، ولكن كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ إذاً أصبر وأحتسب قال‏:‏ ‏"‏إذاً تدخل الجنة بغير حساب‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فعمي بعد ما مات النبي صلى الله عليه وسلم ثم رد الله عز وجل إليه بصره ثم مات رحمه الله‏.‏

قلت‏:‏ روى أبو داود طرفاً منه في عيادته فقط‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ونباتة بنت برير بن حماد لم أجد من ذكرها‏.‏

3845- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أذهب الله بصره فصبر واحتسب كان حقاً على الله واجباً أن لا ترى عيناه النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه وهب بن حفص الحواني وهو ضعيف‏.‏

3846- وعن أبي ظلال القسملي أنه دخل على أنس بن مالك فقال له‏:‏ يا أبا ظلال متى أصيب بصرك‏؟‏ قال‏:‏ لا أعقله‏.‏ قال‏:‏ ألا أحدثك حديثاً حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عليه السلام عن ربه تبارك وتعالى‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إن الله قال‏:‏ يا جبرائيل ما ثواب عبدي إذا أخذت كريمتيه إلا النظر إلى وجهي والجوار في داري‏؟‏‏"‏‏.‏ ولقد رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أشرس بن الربيع ولم أجد من ذكره‏.‏ وأبو ظلال ضعفه أبو داود والنسائي وابن عدي ووثقه ابن حبان‏.‏

3847- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏وعن من أخذت كريمتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن الصلت وهو متروك، وقد وثقه ابن حبان وقد روى عنه أحمد بن حنبل‏.‏

3848- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل يقول‏:‏ إذا أذهبت حبيبتي عبدي فصبر واحتسب أثبته بهما الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف‏.‏

3849- وعن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من ذهب بصره في الدنيا جعل الله عز وجل له نوراً يوم القيامة إن كان صالحاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه بشر بن إبراهيم الأنصاري وهو ضعيف‏.‏